الكنز

           يعتبرالشعب أن النبلاء في هذه الأماكن كانوا أغنياء غنىً لا يُحصى، ويعلم أنهم تركوا كثيراُ من أموالهم ونفائسهم هنا عند هروبهم إلى البلدان الأجنبية بعد ثورة 1917م في روسيا. 

حسب العقيدة الشعبية الروسية يحمي الكنزالجنّ.
 إذاعرف الإنسان الطريقة السرّية لإكتساب الكنز تحول الجنّ إلى الذهب أو الجواهر

          بعد ثورة 1917م غادر روسيا العديد من النبلاء لأن السلطات الجديدة أعلنت قيام نظام الدولة المختلف تماماً مقارنةً بالسابق ، ومن أهم أهدافها آنذاك محاسبة هؤلاء الذين امتلكوا المال والثروة والسيطرة والنفوذ.

تودّع المخطوبة خاطبها.
 تغادر عائلتها وخاطبها يذهب إلى الجيش ليكافح ثورة 1917م.
للرسّام دميتري بيلوكين

          مثلاً يُقال إن نبيلا دفن تحت الحجارة الكبيرة المعروفة هناك عربته الفخمة الممتلئة بالذهب الخالص. لكن يُقال إن هذه القصة أكذوبة لأنه من المستحيل دفن العربة كاملة، و غالب الظن أن النبيل دفن جواهر العائلة. لكن رغماً عن كل هذه الروايات لم أسمع أبداُ أن أحداً حاول البحث عن الكنز تحت الحجارة أو أي مكان أخر مشهور في الأساطير المحلية. بدلاً عن ذلك يمكنني أن أحدّثكم قصة حقيقية عن أبي.

عربة القيصر لإحتفال التتويج.
 تُعرض في متحف هيرميتاج بمدينة سان بطرسبورغ

          عندما قرّر أبي أن يشتري قطعة من الأرض لبناء المنزل، أراد أن يختار مكاناُ جميلاً ذي منظر رائع محاذيا لمنفذ البحيرة السهل والمريح. فوجد ما أراد على الضفة المقابلة لقريته التي وُلد فيها. إشتراها وبدأ يحفر الأرض لإنشاء أساس المنزل واكتشف بندقيةً قديمةً ترجع إلى الحرب العالمية الثانية (الحرب الوطنية الكبرى – كما يقولون في روسيا). من البديهي أن صاحب الأرض السابق دفنها وقتها لسبب ما (الأغلب للدفاع عن النفس) لكن لم يستطع إستعمالها. فنقل أبي البندقية إلى السلطات المحلية بموجب القانون الروسي، وحصل على الأجر القليل بالمقابل.

          والآن عندي سؤال لكم. ما هذه الحفر؟ هل هي طبيعية أو حفرها الرجل؟ ما رأيكم؟