عيش القرية في عصر الإتحاد السوفياتي

عام خلق الصورة 1967م. تصف الحياة العادية لقرية البحيرة.
الرسّام أوسّوفسكي ب.ب

          بعد ثورة 1917م تغير النظام في كل البلاد لكن بصورة عامة بقي كل شيء على نفسه في قرى البحيرة. عمل الناس في اصطياد السمك والزراعة لكن في حقبة الإتحاد السوفياتي سُمّيت هذه المجموعات كولخوز (يعني المزرعة الجماعية أو المزرعة التعاونية الإشتراكية) ومعظم إنتاج عملهم يرسل إلى مراكز الدولة الكبيرة مثل سان بطرسبورغ (وقتها كانوا ينادونها لينيغراد) وموسكو. بل يُعدّ السمك بركةً عظيمةً لأنه يوفر عيشاً رغيداً مثل ما هو الحال في بلدان عربية مطلة على البحر (تذكّروا معنى و مفهوم السمك لدى ثقافات تونس والجزائر والمغرب).


فطيرة السمك الروسي التقليدي. كُتبت على الصورة إسمها باللغة العربية
 يطبخنوها في الفرن الروسي التقليدي. تظهر الفطيرة هكذا في شمال روسيا

          عندما يقارن أبي وأمي حياتهما في الطفولة يجدان فرقاً بالغاً. رغماً أن أمي وُلدت وعاشت دائماً في مدينة (متوسطة من أكبر مدن في ولاية نوفغورودسكايا)، عائلتها كما كل الأسر البسيطة عاشت في ظروف صعبة وعصيبة مقارنةً بعائلة أبي مع أنها عمرت بالقرية أولاً.  أما عمل النساء اليومي المنزلي فكان أسهل بفضل قرب الماء. يأخذن الماء من البحيرة أو من البئر الذي كان في كل أحواش المنازل ، وغسيل اللباس و الماعون، ويذهبن إلى البحيرة (وهكذا يفعلن حتى الآن على الرغم من وجود المرافق في المنازل). يبنون لهذا الغرض شيئاً خاصاً كأساس ثابتاً على أعمدة خشبية يقع معظم قطعها تحت الماء ويسمّونه في هذه الأماكن "لافينــــــــــا". إن هذه الكلمة لا تستعمل إلا في هذه المنطقة ولا يفهمها سكان أماكن أخرى.


ها هي لافينا. تفعل كل شيء إمرأة عليها: تغسل الملابس والماعون وتنظّف الزرابي

لافينا قديمة

             في المدينة لتأدية نفس الأشياء البسيطة كان يجب على النساء الذهاب إلى مضخة الماء الإجتماعية وهي أحياناً بعيدة عن البيت، ثم العودة بدواليب ثقيلة مليئة بالماء.


حتى الآن تظهر مخضة الماء العمومية في قرى ومدن صغيرة

          أما الأكل فنشهد كذلك إختلافاً كبيراً. بالطبع كان اللحم صحناً فريداً تتمتع به العائلة في أيام العيد النادرة لكن في قرية البحيرة من المألوف أكلة من السمك كل يوم، وفي المدينة أُعتبرت طعاماً إستثنائياً. لكن مع الفرق من الأهم أن نفس طريقة الحياة العصيبة جعلت الناس يحلمون في تغييرها، لهذا غادروا القرى وحتى مدن متوسطة للتنقل إلى مدن أكبر. فذهبوا إلى هناك للهدفين فقط : إمّا الدراسة أوالعمل (في عهد الإتحاد السوفياتي تغيير مكان الإقامة كان شيئا صعبا. إذا أردتم الحصول على معلومات أكثرعن ذلك فاسألوني في التعليقات وسأكتب مقالةً عن هذا الموضوع).


وهكذا تظهر معظم البيوت في قرى روسية مهجورة 

          لكن نتيجة لنزعة الناس العامة هذه ، نرى الآن ، بعض أثارها من إفقار للقرى وازدحام للمدن خاصةً مراكز الولايات. كما يبدو لي أن المسألة الوجيهة هنا هي إنقلاب نمط المعيشة الكامل وسوف أحدّثكم عن ذلك في مرة قادمة.

في معظم الأحيان لا يبقى إلّا عجائز في قرى.
و مثل في هذه الصورة ها هم فقط من يهتمون بالحفاظ على التراث الشعبي التقليدي ونمط حياة القرية البسيط.


          أطلب منكم التعبير عن أرائكم حول مقالاتي. ماذا يُعجبكم أكثر؟ ماذا تريدون أن تعرفوا عن روسيا ؟ أكتبوا لي من فضلكم ! أقدّر كل صوت!  وشكراً جزيلاً لكم  لإقبالكم والتفاتتكم !

Комментарии

Популярные сообщения из этого блога