النبيل والوضيع

قرية على ضفة البحيرة

          إن الواقع يُثبت أن الحياة في منطقة بحيرة سيليغير دائماً كانت أشد متعةً وسحراً وبصفة عامة أحسن وأفضل حتى للناس البسطاء و في أي زمان. من المعلوم أن سبب ذلك راجع لغنى البحيرة بالسمك المختلف و تنوع أصناف الأسماك النادرة جداً حيث توجد حصريا في سيليغير فقط ، وثانياً ثراء الغابات التي تُحيط بالبحيرة من حيوانات ونباتات وكنوزالطبيعة الثمينة.


ولد وصيّاد
تجني بنات القرية الحبّات في الغابة
من أشهر الصور الروسية
 عنوان الصورة "الصباح في غابة الصنوبر". لإيفان شيشكين وقنسطنطين سيفيتسكي

           من قبل ، أثناء حكم القيصر في روسيا، يعتبر من الحظ العظيم لأي نبيل الحصول على قطعة من الأرض على ضفاف البحيرة أو قربها. وذلك ليس فقط بسبب جمال الطبيعة الرائع والخلاب بل راجع كذلك لغزارة ثمارها. أما الفلاحون فقد عاشوا هنا أحسن حالا من معظم الفلاحين في مناطق روسيا الأخرى، وذلك طبعاً بفضل الماء والسمك الوفير. إن كل الرجال وحتى كثيراً من النساء في القرى على ضفاف البحيرة كانوا صيّادين و هذا منذ أجيال عديدة . 

يتحدث النبيل مع فلّاحيه

          حدّثني أبي أن جد جده مرةً قايض عربةً كبيرةً مليئةً بالسمك مقابل خاتم ثقيل من الذهب ذي عيار مرتفع ، فأصبح الخاتم ذخيرة العائلة التي تسلم من جيل إلى جيل. لكن للأسف فقدها أبي وهو يسبح في النهر.

عربة السمك من الخرافة الروسية المعروفة
غرق الخاطم في النهر

       في الواقع أن نمط معيشة أي صيّاد عادي يُشير إلى الفرق الكبير في العيش بين سكّان منطقة بحيرة سيليغير و فلاحي مناطق أخرى.

       لذلك فإن النبلاء الذين إمتلكوا قطعاً أرضية في هذه المنطقة كانوا أثرياء. حيث وصل الأمر إلى أن تمكنوا من نقل  عربات السمك النادر من البحيرة إلى مائدة القيصر مباشرةً. (مثلاً رابوشكا). 


رابوشكا

          لحمها لذيذ جداً و بدون شوك و عظم. يطبخونها بطرق مختلفة : يقلونها، يشوونها، ينقرونها ويجمرونها . 


رابوشكا بطريقة مقلية
رابوشكا بطريقة مشرّقة
رابوشكي بطريقة مدخّنة

          إستطاع أجدادنا أن يحفظوا السمك بالرغم من طول مسافة الطريق و هذا في القرون الماضية بفضل الماء الذي جمّدوه في الأواني ثم وضعوه حول السمك ، إضافةً إلى ذلك غلّفوا السمك بأوراق القرّاص.


القرّاص
سمك مغلّف بأوراق القرّاص

Комментарии

Популярные сообщения из этого блога